ومع حلول الذكرى السنوية السابعة لإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في كوباني الذي يصادف 27 كانون الثاني، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بيانًا كتابيًّا، أشارت فيه إلى أن تحرير المناطق التي احتلتها تركيا وفي مقدمتها عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكرى سبي (تل أبيض) هو ضرورة وأهمية توازي الأهمية التي تحررت بها كوباني، حيث بداية الانهيار الفعلي للإرهاب.
وجاء في نص البيان:
"تحوّل تنظيم داعش الإرهابي إلى خطر كبير كان يهدد سوريا والمنطقة والعالم برمته في الفترة التي بلغت فيها قوته ذروتها بعد أن سيطر على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وأعلن مدينة الرقة عاصمة لخلافته المزعومة.
إن المقاومة التي ظهرت في شمال وشرق سوريا، حيث المنطقة الأكثر سيطرة من قبل تنظيم داعش آنذاك، لم تكن مقاومة عادية، فلقد ساهمت هذه المقاومة في حماية سوريا وعموم العالم من أن تكون تحت تهديد تنظيم داعش الإرهابي، حيث كان تحرير مدينة كوباني في 26 كانون الثاني من عام 2015، بداية انهيار تنظيم داعش، ثم تتالت الانتصارات عليه بعد أن تحولت المقاومة في كوباني إلى ملحمة، واستندت عليها مكونات شمال وشرق سوريا في الدفاع عن مناطقها منذ تحرير مدينة كوباني وصولًا إلى إنهاء تنظيم داعش عسكريًّا في الباغوز في 23/3/2019.
لقد اختارت كوباني مشروع الإدارة الذاتية كتجربة ديموقراطية في 27 كانون الثاني من عام 2014 وكانت هذه التجربة دعامة أساسية في تشييد المشروع الديمقراطي في سوريا عامة".
وأضاف البيان:"تمر هذه الأيام وهي تحمل معها ذكريات عدة منها مرور الذكرى السنوية السادسة لتحرير مدينة كوباني في 26 كانون الثاني 2015، كذلك دخول الإدارة الذاتية الديمقراطية عامها السابع في كوباني، ولا يسعنا هنا إلا أن نستذكر هاتين المناسبتين مع استذكار بطولات كوباني وتضحيات شهدائها الأبرار، تلك التضحيات التي حددت المسار الحقيقي للمقاومة من أجل بناء الإرادة الديمقراطية الحرة للشعوب، هاتان المناسبتان مع انتصار كوباني على الإرهاب والفاشية مع مشروع الإدارة الذاتية مرتكزٌ أساسي في بناء سوريا الديمقراطية التي تمثل كل السوريين.
في ذكرى هاتين المناسبتين نؤكد أن الدولة التركية الفاشية التي تدعم الإرهاب والإرهابيين تشكل خطرًا ليس فقط على مناطقنا، وإنما على عموم الشعوب التي بذلت جهودًا في مكافحة داعش وكل الشعوب التي تسعى إلى بناء الديمقراطية وتعزيزها".
وتابع بيان الإدارة الذاتية "الانتصار الذي تحقق في كوباني ميراث لعموم العالم والإنسانية وإنجاز ومكسب مهم، حيث ساهمت المقاومة في كوباني بكسر شوكة تركيا، وأعاقت تحقيق مشروعها الاحتلالي والتوسعي الذي كان يتخذ من دعم داعش أساسًا له، كذلك تحولت كوباني ومقاومتها إلى ملحمة بطولية استقطبت التعاطف العالمي وأدرك العالم حقيقة الدفاع فيها عن الإنسانية والقيم التي تخص عموم العالم.
كل هذا أدى إلى تحول الإرادة في كوباني إلى نقطة أمل حقيقية في هزيمة داعش على الأرض، فتدخّل التحالف الدولي لالتماسه مقومات هزيمة داعش عبر إرادة المقاومة وتحرك العالم لاحقًا بشكل أكبر، ليعلن يوم 1 نوفمبر اليوم العالمي من أجل كوباني، كنتاج للإصرار والعزيمة التي هزت العالم بالصمود أمام داعش وداعميها.
نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن استمرار هذا الدعم التركي للإرهاب هو خطر أيضًا على المكاسب التي تحققت ضد تنظيم داعش، وبالتالي كل من يريد أن ينتهي هذا الخطر لابد له من أن يتخذ مواقف واضحة ضد تركيا وممارساتها التي وبعد احتلال سرى كانيه (رأس العين)، وكري سبي (رأس العين) أعادت المعنويات والدعم لخلايا تنظيم داعش النائمة في المنطقة".
واختتم البيان "نؤكد أن تحرير المناطق التي احتلتها تركيا وفي مقدمتها عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكرى سبي (تل أبيض) هو ضرورة وأهمية توازي الأهمية التي تحررت بها كوباني، حيث بداية الانهيار الفعلي للإرهاب.
كما ندعو عموم مكونات شعبنا إلى التماسك والسير على خط المقاومة في كوباني وعفرين وعموم المناطق في شمال وشرق سوريا، لأن هذا الميراث التاريخي هو الطريق الأنجح نحو تحقيق النصر والوصول إلى المجتمع الديمقراطي وتحقيق الاستقرار في عموم سوريا.
الرحمة لكافة شهداء كوباني وعموم مناطق شمال وشرق سوريا والشفاء للجرحى".